يعدّ هذا الكتاب من أمهات كتب التراث الإسلامي وإن كان لم يلق من الباحثين العرب أية عناية تذكر، وترك قابعا هنا وهناك في خزائن المخطوطات بالمكتبات المختلفة ، وذلك على الرغم من أهميته في إبراز جهود الصوفية في الرد على الفلاسفة وبيان تهافتهم في فلسفتهم ومحاولة إسقاط هذه الفلسفة ببيان عيوبها، والكشف عن وجوه قصورها وعجز الفلاسفة المسلمين أنفسهم عن الوصول إلى الحقيقة، رغم أنها هدف مشترك ينشده الفلسفي كما ينشده الصوفي. ويدور الكتاب حول ما أسماه السهروردي بالفضائح اليونانية التي حرص على كشفها من خلال مناظرات أدارها بينه وبين الفلاسفة لإثبات ضعف أداتهم في إدراك عوالم الغيب تدفعه في كل ذلك غيرة واضحة على دين الله الذي يدين به فلاسفة الإسلام. إذن فموضوع هذا الكتاب هو محاولة التصدّي للفلسفة اليونانية وكشف عوراتها لتبتعد عنها عقول تلك الطائفة من أبناء المسلمين، ولترجع إلى خالص الإيمان القائم على الكتاب والسنة.
