الحدود الأخلاقية للتدخل الجيني: النقاش الفلسفي والفقهي حول أخلاقيات التقنية الوراثية

من خالل التقنية البيولوجية المتطورة، أمكن إخضاع الجسد الحي والحياة اإلنسانية ٍ للتقنية وسطوتها، ما أثار إشكاالت ً فلسفية وأخالقية ودينية تتصل بحياة اإلنسان، وتعكس رؤية ّ َ ف بجسده، من قبيل: متى تبدأ الحياة؟ وما محددة له ولطبيعته وحـدود التعامل معه أو التصر ّ المعايير التي نحدد على أساسها أن َ الكائن البشري إنسان؟ ومـن هو الشخص الـذي تثبت له الـحـقـوق األخـا ُ قـيـة؟ ولـمـاذا ت ّ ـعـد ّ الـحـيـاة مـقـدسـة؟ ومـا تأثير ذلـك فـي كيفية التعامل مـع الكائن ًّ ّ ا، بمسألة محددة البشري في مختلف مراحله؟ وإذا كانت األسئلة السابقة قد ارتبطت، تاريخي ّ هي اإلجهاض، فإن ّ تطورات التقنية البيولوجية وسعت من إمكانات العمل التي كانت مألوفة ّلت إلى عملية تقنية مفتوحة على إمكانات عديدة، َ لتشمل عملية اإلنجاب والتناسل التي تحو بعد أن كانت فعًل ً أو ممارسة إنسانية خالصة، وسمحت بنمط جديد من التدخالت التي يصعب التنبؤ بمآالتها ونهاياتها، األمـر الـذي أدى إلـى مناقشات وإشـكـاالت متعددة على المستويات الـديـنـيـة والـقـانـونـيـة والـسـيـاسـيـة والـفـلـسـفـيـة واألخـاقـيـة واالجـتـمـاعـيـة، كـمـا أدى إلـى ظـهـور تعبير »التناسل الليبرالي«. يعالج هذا البحث الموقفين الفلسفي والفقهي من التقنية البيولوجية في محاولة لفهم تصورات كل فريق لإلمكانات التي تتيحها، وكيف يمكن فهمها وتقدير تأثيراتها؛ ّ وذلك ألن ّ أي نقاش أو موقف سيتم اتخاذه هو نتيجة أمرين: شكل الوعي بالتقنية وإمكاناتها وحدوده، والتصورات الفلسفية والدينية عن اإلنسان وحياته